تظل أسرار بناء الأهرامات المصرية لغزاً محيراً، على الرغم من تقدم علم الآثار. فقد تمكن المصريون القدماء من بناء هذه المنشآت الضخمة باستخدام أدوات بدائية نسبياً، مما يثير تساؤلات حول تقنياتهم وكيفية تنظيمهم لعمليات البناء.

إحدى النظريات الشائعة هي استخدام نظام من الكتل الحجرية المُصقولة بدقة، ورفعها بواسطة منحدرات ترابية، وربما باستخدام رافعات خشبية معقدة. لكن لا توجد أدلة أثرية مباشرة تؤكد هذه النظرية بشكل قاطع. فبعض الكتل الحجرية ضخمة جداً، ويصعب تصور كيفية نقلها ووضعها في مكانها بدقة متناهية.

هناك نظرية أخرى تقترح استخدام أنظمة من القنوات المائية للتحكم في منسوب مياه النيل، وذلك لتسهيل نقل الكتل الحجرية عن طريق القوارب إلى موقع البناء. لكن هذه النظرية تفتقر أيضاً إلى دلائل أثرية واضحة.

كما أن دقة المحاذاة في بناء الأهرامات تُثير الإعجاب. فبعض الكتل الحجرية مترابطة بدقة متناهية، لدرجة أن شفرة حلاقة لا تستطيع العبور بينها. هذا يدل على معرفة متقدمة بالهندسة والرياضيات.

حتى الآن، تظل أسرار بناء الأهرامات موضوعاً للبحث والنقاش. فكل اكتشاف أثري جديد يُضيف معلومات إضافية، لكن لا يزال هناك الكثير من الأسرار التي تنتظر الكشف عنه.